×

أيضا من مزايا هذا الشهر: ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم أن الشياطين تصفد عن أهل العبادة؛ كما في الحديث: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ» ([1])، فلا تتمكن الشياطين من شغل المؤمنين عن العبادة في هذا الشهر، الله حبسهم؛ ليتيح الفرصة لعباده المؤمنين، تصفد فيه الشياطين، تفتح فيه أبواب الجنان للراغبين فيها، الجنان لا تحصل إلا بالأعمال الصالحة، لا تحصل بالتمني، بل بالأعمال الصالحة، تفتح لك بمعنى: أنه يطلب منك أن تعمل الأعمال الصالحة، التي تكون سببًا لدخول الجنان، فتفتح فيه أبواب الجنان، ويقال: «يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ» ([2])، هذا في كل ليلة من رمضان.

ينادي مناد: «يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ»؛ الخير الآن متاح ميسر، وَ «يَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ»؛ فهذا الشهر إنما هو للخير، وليس للشر.

وهذا بالنسبة للمؤمنين، وأما بالنسبة للفسقة والعصاة وأصحاب الشهوات، فهؤلاء تلعب بهم الشياطين في رمضان وفي غيره، إنما تصفد الشياطين عن أهل العبادة وأهل الطاعة.

وأما أهل الغفلة وأهل الفسق، فهؤلاء تسلط عليهم الشياطين، لذلك ترون كثيرًا من هؤلاء ينشطون في رمضان على الفساد، وعلى الفسق، وعلى اللهو واللعب؛ لأنهم محرومون من فضائل هذا الشهر.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1899)، ومسلم رقم (1079).

([2])أخرجه: الترمذي رقم (682)، وابن ماجه رقم (1642).