وكان النبي صلى الله
عليه وسلم يقرأ القرآن في شهر رمضان، كان الصحابة ومن جاء بعدهم يتفرغون لتلاوة
القرآن في رمضان أكثر من غيره؛ لأنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن، فهو شهر القرآن.
المزية الثانية: أن الله جعل الصيام
خاصًّا؛ يعني: فرض الصيام خاصًّا في شهر رمضان ركنًا من أركان الإسلام، يؤدي في
هذا الشهر، وهو صيام هذا الشهر كاملاً، وهذه مزية عظيمة، يؤدي فيه ركن من أركان
الإسلام، فهذه مزية عظيمة.
والمزية الثالثة: أن فيه هذه الليلة
ليلة القدر خير من ألف شهر، العمل في هذه الليلة خير من العمل في ألف شهر، فمن وفق
لهذه الليلة، واجتهد فيها بالعبادة، أعطاه الله عبادة ألف شهر، عمرٌ كامل في ليلة
واحدة، فهذا فضل عظيم، وهذه الليلة لا شك أنها في شهر رمضان.
وكذلك من فضائل هذا
الشهر: أن النبي صلى الله عليه وسلم شرع لنا قيام ليله؛ فالله أوجب علينا صيام
نهاره، والنبي صلى الله عليه وسلم سن لنا قيام ليله بالتراويح والتهجد، وهذا خاص
برمضان، نعم التهجد هذا يكون في رمضان وفي غيره، لكن التراويح هذه خاصة برمضان ([1]).
فهذا الشهر اجتمعت فيه فضائل عظيمة، يتنبه لها المسلم، ولا يحرم منها؛ فتمر عليه، ويمر عليه هذا الشهر، وهو في غفلة، وهو باق على ما كان عليه في سائر السنة.
([1])كما في الحديث الذي أخرجه: البخاري رقم (924)، ومسلم رقم (761).