×

أما أنه يبقى في المسجد، ويلبث في المسجد بدون عبادة، وبدون ذكر، بدون صلوات نوافل، فهذا ينقص الاعتكاف كثيًرا، ويفرغه من مضمونه.

بهذا ينتهي كتاب الصيام والاعتكاف، ويتكامل ولله الحمد.

وأنتم الآن على أبواب شهر رمضان، الذي أثنى الله عليه، وفضّله على غيره، فقال: ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ [البقرة: 185]، هذه مزية ﴿أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ، هذه واحدة.

﴿هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ [البقرة: 185]، هذه الثانية: أنه يجب صيامه.

ثالثا من فضائله: ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر.

فهذا الشهر فيه فضائل لم تكن في غيره:

أولاً: أنه أنزل فيه القرآن؛ يعني: ابتدئ إنزال القرآن فيه، في ليلة القدر، وليس معناه أن القرآن أنزل كله في ليلة القدر، القرآن -كما هو معلوم -نزل متفرقًا على الرسول صلى الله عليه وسلم مدة ثلاث وعشرين سنة، وإنما معناه: أنه بُدِئَ إنزال القرآن في رمضان.

والقرآن يطلق على كل القرآن، يسمى قرآنًا، ويطلق على بعضه: ﴿أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ [البقرة: 185].

فهذا يدل: على أن شهر رمضان له خاصية بالقرآن، ولذلك يستحب الإكثار من تلاوة القرآن في هذا الشهر.



الشرح