كتاب
الصيام
****
الحمد لله رب
العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
من عادة الفقهاء
أنهم يبدؤون كتب الفقه بأركان الإسلام:
أولاً: الشهادتان، وهذا له
كتب خاصة، وهي كتب العقائد.
الثاني: إقام الصلاة.
الثالث: إيتاء الزكاة.
الرابع: صوم رمضان، هذا هو
الركن الرابع، وهو موضوع هذا الدرس بمناسبة قرب شهر رمضان المبارك.
والخامس: الحج والعمرة.
هذه أركان الإسلام،
ثم بعدها الجهاد، بعد أركان الإسلام كتاب الجهاد، ثم المعاملات، إلى آخره.
والصيام هو أحد أركان الإسلام، الذي هو صيام شهر رمضان، في الشهر التاسع من أشهر السنة؛ فرض الله صيامه على هذه الأمة، فُرِضَ في السنة الثانية من الهجرة، فصام النبي صلى الله عليه وسلم تسعة رمضانات، توفاه الله بعد ذلك. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183]، ومعنى﴿كُتِبَ﴾ يعني: فُرِضَ، فرض ركن من أركان الإسلام، من أنكر وجوبه، فهو كافر بإجماع المسلمين، يجب أن يستتاب، إن تاب، وإلا قُتِلَ، وأما من أقر بوجوبه، ولكنه يتكاسل عن الصيام، هذا يجب إلزامه بالصيام،