يجب على ولي الأمر أن يلزمه بالصيام، وأن يعزره
على تركه؛ لأنه شعيرة من شعائر الإسلام.
الصيام في اللغة: الإمساك عن الكلام،
الإمساك عن المشي ([1]).
والمراد هنا: الإمساك عن الطعام
والشراب وسائر المفطرات ([2])، ويكون هذا الإمساك
بنية الصيام؛ فلو أمسك عن الطعام والشراب، ولم يأكل، ولم يشرب، فلا يسمى صائمًا
الصيام الشرعي، هو صائم الصيام اللغوي، لكن الشرعي، لا؛ حتى ينوي؛ لقوله صلى الله
عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَْعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ
مَا نَوَى»([3])، الأعمال يعني:
العبادات تصح بالنيات، العمل بدون نية لا يقبل، ولا يصح.
فالصيام شرعًا: هو الإمساك عن الطعام والشراب وسائر المفطرات بنية؛ إمساك مع النِّيَّة من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس؛ لقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ﴾ [البقرة: 187]. والليل يبدأ بغروب الشمس؛ «إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ» ([4])، الليل ليس فيه صيام؛ ﴿أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ﴾ [البقرة: 187]، إلى آخر الآية.
([1]) انظر: مادة (ص وم) في لسان العرب (12/ 350)، ومقاييس اللغة (3/ 323)، والعين (7/ 171)، وتهذيب اللغة (12/ 181).