وقوله: «ولا كفؤ»؛ كقوله تعالى: ﴿وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ﴾ [الإخلاص: 4]، أي لا أحد يكافئُه سبحانه ويساويه جل
وعلا.
وقوله: «ولا نِدّ له» الندُّ: هو المثيلُ أيضًا ﴿وَجَعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا﴾
جمعُ نِد، وهو المثيل، ﴿وَجَعَلُواْ
لِلَّهِ أَندَادٗا لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِۦۗ قُلۡ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ
مَصِيرَكُمۡ إِلَى ٱلنَّارِ﴾
[إبراهيم: 30]، فالذين عبدوا الأصنامَ جعلوها أندادًا لله، مشابهة له سبحانه
وتعالى، وإلا لماذا عبدوها معه؟ ولهذا يوم القيامة يقولون: ﴿تَٱللَّهِ إِن
كُنَّا لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ ٩٧إِذۡ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٩٨﴾ [الشعراء: 97- 98]، يعترفون أنهم ساووهم بربِّ العالمين
في الدنيا، فاستحقوا النارَ يومَ القيامة من بابِ التحسُّر. قال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡ يَعۡدِلُونَ﴾
[الأنعام: 1]، ﴿يَعۡدِلُونَ﴾ يعني: يساوون به غيرَه من المخلوقين.
وقوله: «ولا يُقَاس بخلقهِ»، فهو سبحانه لا يُقاسُ بخلقِه في أسمائِه
وصفاتِه، فالأسماءُ والصفات وإن كانت تشتركُ في اللفظِ وجُملةِ المعنى لكنها
تختلفُ في الحقيقةِ والكيفية.
وقوله: «فهو سبحانه أعلمُ بنفسِه وبغيره» هو أعلمُ بنفسِه وأما غيرُه فلا يعلمُ عن اللهِ إلا ما علَّمه الله جل وعلا؛ الملائكةُ تقول: ﴿قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ لَا عِلۡمَ لَنَآ إِلَّا مَا عَلَّمۡتَنَآۖ﴾ [البقرة: 32]، واللهُ جل وعلا يقول لنبيه: ﴿وَقُل رَّبِّ زِدۡنِي عِلۡمٗا﴾ [طه: 114] واللهُ جل وعلا يقول: ﴿وَفَوۡقَ كُلِّ ذِي عِلۡمٍ عَلِيمٞ﴾ [يوسف: 76]، ويقول: ﴿وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِيلٗا﴾ [الإسراء: 85]، فهو سبحانه أعلمُ بنفسِه وبغيرِه، وأما غيرُه فلا يعلمُ حقيقةَ اللهِ وكيفيةَ الله جل وعلا، لا يعلمُها إلا اللهُ سبحانه وتعالى.