×

فَنزَّه نفسَه عما وصفَه به المخالفون من أهلِ التكييفِ والتمثيل، وعما نفاه عنه النافون من أهلِ التحريفِ والتعطيل، فقال: ﴿سُبۡحَٰنَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلۡعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ١٨٠وَسَلَٰمٌ عَلَى ٱلۡمُرۡسَلِينَ ١٨١وَٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٨٢ [الصافات: 180- 182].

****

 وقوله: «وأصدقُ قِيلاً وأحسنُ حديثًا»؛ كما في القرآن: ﴿وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلٗا [النساء: 122] ﴿وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ حَدِيثٗا [النساء: 87]، لا أحدَ أحسنُ من اللهِ ولا أصدقَ من الله، واللهُ قال في كتابه أنه سميع، وأنه بصير، وأنه حكيم، وأنه عليم، وأن له وجهًا، وأن له يدين، قال هذا عن نفسه سبحانه وتعالى، فهو أعلمُ بنفسه.

ثم يأتي هؤلاء المُعطِّلة ويقولون: هذا لا يليقُ بالله، ما يليقُ بالله أن يُقالَ: له وجهٌ، ولا يقالَ: له يد، ولا يُقالَ: إنه سميعٌ ولا بصير؛ لأن هذه الصفات في الخَلْق موجودةٌ وإذا أثبتناها شبهنا اللهَ بخَلْقه!!.

نزَّه نفسَه سبحانه وتعالى عن مذهبِ الطائفتين -مذهبِ المُمثِّلة، ومذهبِ المعطِّلة- وأثبتَ لنفسِه الأسماءَ والصفاتَ على ما يليقُ بحلالِه سبحانه وتعالى؛ ولهذا قال: ﴿سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ [الصافات: 159]، وقال: ﴿سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشۡرِكُونَ [الطور: 43]، نزّه نفسه عن ذلك.

هذا هو المذهبُ الحقُّ، وهو الذي عليه أهلُ السُّنَّةِ والجماعة، وهو الذي قالَ الشيخ رحمه الله إنه عقيدتُه ومُعتقدُه.

قال تعالى: ﴿سُبۡحَٰنَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلۡعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، نزَّه نفسَه عما يصفُه به أهلُ التعطيلِ وأهلُ التمثيل، ثم قال: ﴿وَسَلَٰمٌ عَلَى ٱلۡمُرۡسَلِينَ سلَّم عليهم لسلامةِ ما قالوه في اللهِ عز وجل لسلامتِه من العيبِ والنقص، فالمرسلون وصفوا اللهَ بما وصفَ به نفسَه؛ لذلك سلَّم اللهُ عليهم،


الشرح