×

والفرقةُ الناجيةُ وَسَطٌ في باب أفعالِه تعالى بين القدرية والجبرية.

****

وختمَ الآياتِ بقولِه: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ له الثناءُ كلُّه والحمدُ كلُّه، لا يستحقُّه إلا هو سبحانه وتعالى.

فهل بعد هذا البيانِ يظُن أحدٌ أنَّ الشيخَ عنده شيءٌ يُخالفُ به أهلَ العلمِ كما يتّهمُه خصومُه؟ الجواب: لا، فهذه عقيدتُه واضحةٌ نقيةٌ مما يرمونه به من الشُّبُهات.

لما ذكر الشيخُ رحمه الله في أولِ الرسالةِ أصولَ الإيمان، وهي: الإيمانُ بالله، وملائكتِه، وكتبِه ورسلِه، واليومِ الآخر، والإيمانُ بالقدرِ خيرِه وشرِّه، وبيَّن أنه على عقيدةِ السلفِ في أسماءِ اللهِ وصفاتِه مخالفًا بذلك فرقتي المعطِّلة والمشبِّهة والممثِّلة، وقرَّر هذا الأصل، الذي هو داخلٌ في الإيمانِ باللهِ عز وجل؛ لأن الإيمانَ بالله يشملُ: الإيمانَ بتوحيدِ الربوبية، والإيمانَ بتوحيدِ الألوهية، والإيمانَ بتوحيدِ الأسماءِ والصفات.

ثم ذكر في هذه الجملة ما يتعلقُ بالأصلِ الأخيرِ وهو الإيمانُ بالقدر؛ لأن هذا وقعَ فيه خلافٌ وتفرُّقٌ بين طوائفِ القدريةِ والجبرية.

أما القدريةُ فالمراد بهم: الذين ينفون القَدَر، وهم المعتزلةُ أتباعُ واصِلٍ بنِ عَطاء، سُمُّوا بالمعتزلة لأنهم اعتزلوا مجلسَ الحسنِ البصري رحمه الله، وكَوَّنوا لهم جماعةً وتبنوا مذهبًا في التوحيدِ يخالفُ مذهبَ أهلِ السُّنةِ والجماعة. وأيضًا في أصولِ الإيمانِ جعلوا لهم أصولاً غيرها، وهي الأصولُ الخمسة، وهي:

الأولُ: التوحيدُ، ويريدون به نفيَ الصفات، يُسَمُّون نفيَ الصفاتِ توحيدًا؛ لأن إثباتَ الصفات يقتضي تعددَ الآلهةِ عندهم.


الشرح