ويسن صوم المحرم
*****
لقوله صلى الله عليه
وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتَّةَ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ،
فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ» ([1])؛ يعني: صام السنة
كلها؛ لأن الحسنة بعشرة أمثالها.
فرمضان عن عشرة
أشهر، والستة أيام عن شهرين، والسنة اثنا عشر شهرًا، هذا معنى قوله صلى الله عليه
وسلم: «فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ»؛ يعني: السنة.
قوله رحمه الله: «ويسن صوم
المُحَرَّمِ»، خامسًا: يسن صيام المحرم؛ يعني: شهر محرم أغلبه، ليس
يكمله كله، لكن يصوم أغلب شهر محرم؛ لأنه أضافه الله إلى نفسه: شهر الله المحرم ([2])، وسمي المحرم لأنه
أحد الشهر الحرم، التي يحرم فيها القتال، وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم،
وشهر رجب، هذه حرم الله فيها القتال.
واختلف العلماء: هل نسخ ذلك قوله
تعالى: ﴿فَٱقۡتُلُواْ
ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡ﴾ [التوبة: 5] وعموم الأدلة
في قتال الكفار، كان ذلك ناسخًا تحريم القتال في الأشهر الحرم، وأنها كانت في الأول،
ثم نسخت ([3]).
وقيل: لا، هي باقية، لا يجوز فيها القتال، لا في الإسلام، ولا قبل الإسلام ([4]).
([1])أخرجه: مسلم رقم (1162).