×

وآكده عاشوراء، وهو كفارة سنةٍ ([1]).

****

قوله رحمه الله: «وآكده عاشوراء، وهو كفارة سنةٍ»، شهر المحرم إذا صامه كله أو أغلبه، فهو أفضل، وأفضله يوم عاشوراء، يكفر الله به السنة الماضية، ويسن أن يصوم قبله يومًا أو بعده يومًا؛ ليخالف اليهود؛ لأن اليهود يصومون في يوم عاشوراء، سألهم النبي صلى الله عليه وسلم: لماذا تصومونه؟ قالوا: لأنه يوم أنجى الله فيه موسى عليه السلام وقومه، وأغرق فيه فرعون وقومه، فصامه موسى عليه السلام؛ شكرًا لله، فنحن نصومه. فقال صلى الله عليه وسلم: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ» ([2])؛ لأن الله قال لرسوله صلى الله عليه وسلم:﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُۖ؛ يعني: الرسل، ﴿فَبِهُدَىٰهُمُ ٱقۡتَدِهۡۗ﴾[الأنعام: 90]، فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر بصيامه، لكنه ليس بواجب، إنما هو سنة مؤكدة. ثم إنه صلى الله عليه وسلم

قَالَ: «لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ، لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ» ([3])، مخالفة لليهود، وفي رواية: «صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا، أَوْ بَعْدَهُ يَوْمًا» ([4]).

وهو يكفر السنة التي مضت؛ يعني: ما فيها من الذنوب الصغائر، التكفير للصغائر، أما الكبائر، فلا تكفر إلا بالتوبة، أما الصغائر، فيكفرها الله بأشياء كثيرة، منها صوم يوم عاشوراء.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1162).

([2])أخرجه: البخاري رقم (2209)، ومسلم رقم (1130).

([3])أخرجه: مسلم رقم (1134).

([4])أخرجه: أحمد رقم (2154)، وابن خزيمة (2095).