×

وصوم عشر ذي الحجة،

****

 قوله رحمه الله: «وصوم عشر ذي الحجة»، سادسًا: يسن صيام عشر ذي الحجة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهُ فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟، قَالَ: «وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؛ إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ لاَ يَرْجِعُ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» ([1]).

وورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه صام عشر ذي الحجة، المراد تسعة أيام ([2])؛ لأن يوم العيد -وهو العاشر -لا يصام، حرام صيامه، المراد: صيام تسعة أيام من ذي الحجة، العشر الأول من ذي الحجة صيامها سنة، وهذه أيام فاضلة: ﴿وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ يَأۡتُوكَ رِجَالٗا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٖ يَأۡتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٖ ٢٧ لِّيَشۡهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمۡ وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۖ فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡبَآئِسَ ٱلۡفَقِيرَ [الحج: 27- 28]، وهي عشر ذي الحجة، يذكرون الله بأي أنواع من الطاعات؛ يذكرونه بالصيام، يذكرونه بالتكبير، يذكرونه بالتسبيح والتهليل، بالصدقات، الأمر واسع، فيتطوع في عشر ذي الحجة بما يتيسر له، وهي الأيام المعلومات.

وأما قوله تعالى: ﴿وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖۚ [البقرة: 203]، فالمراد بالمعدودات: أيام التشريق، والمعلومات: عشر ذي الحجة.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (696).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (2437)، والنسائي رقم (2372).