وآكدة يوم عرفة، وهو كفارة
سنتين ([1]).
****
قوله رحمه الله: «واكده يوم
عرفة»، آكد عشر ذي الحجة يوم عرفة لغير الحاج، أما الحاج، فلا يصوم؛ ليتقوى
على الوقوف والدعاء، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم هذا اليوم، وقف مفطرًا.
ولما أشكل على
الصحابة هل الرسول صائم أو لا؟ كما في الحديث: «أَنَّ نَاسًا تَمَارَوْا
عِنْدَهَا يَوْمَ عَرَفَةَ فِي صَوْمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ
بَعْضُهُمْ: هُوَ صَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَيْسَ بِصَائِمٍ، فَأَرْسَلَتْ
إِلَيْهِ بِقَدَحِ لَبَنٍ، وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ، فَشَرِبَهُ» ([2])، فعلم الناس أنه
مفطر في هذا اليوم، فلا يستحب للحاج أن يصوم في يوم عرفة، إنما هذا خاص بغير
الحاج.
93 قوله رحمه الله: «وهو كفارة سنتين»؛ «أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ»، هذا معنى ما جاء في الحديث أنه يكفر سنتين: الماضية والمستقبلة، هذا يدل على عظم فضل صوم يوم عرفة لغير الحاج.
([1])أخرجه: مسلم رقم (1162).