وروى البخاري في «تاريخه»
مرفوعًا: «مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تَرَوُا الْهِلاَلَ تَقُولُونَ:
لِلَيْلَتَيْنِ»([1]).
****
قوله رحمه الله: «وروى البخاري
في «تاريخه»»، روى البخاري في تاريخه، وليس في الصحيح، البخاري له كتاب
التاريخ، وهو تاريخ الرواة، تراجم الرواة؛ لأن التاريخ على قسمين:
تاريخ السير
والرجال.
تاريخ الحوادث
والسنين.
فالمحدثون إذا قالوا:
«التاريخ»، فالمراد به: تاريخ الرواة، تراجم الرواة.
أما الإخباريون إذا
قالوا: «التاريخ»، فمعناه: تاريخ الأخبار والحوادث.
فالبخاري له كتاب في
هذا، كتاب التاريخ روى فيه هذا الحديث، وهو ليس كما رواه في الصحيح، له كتاب الأدب
المفرد في الحديث، له كتاب التاريخ في الحديث، لكن لا تبلغ درجة الصحيح عنده،
ولذلك إذا قالوا: «روى»، وأطلقوا -روى البخاري-، فمعناه: في «الصحيح»،
أما إذا كان في غير «الصحيح»، فلا بد من التقييد؛ لئلا يغر الناس، فيقال:
روى البخاري في التاريخ، روى البخاري في الأدب المفرد.
قوله رحمه الله: «وروى البخاري في «تاريخه» مرفوعًا: «مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تَرَوُا الْهِلاَلَ تَقُولُونَ: لِلَيْلَتَيْنِ»»، روى البخاري رحمه الله
([1])أخرجه: البخاري رقم في «التاريخ الكبير» رقم (3073).