أو طار إلى حلقه ذباب أو
غبار من طريق، أو دقيق أو دخان، لم يفطر؛ لعدم إمكان التحرز من ذلك؛ أشبه النائم.
****
لماذا؟ لأنه ناسٍ، والناسي لا يؤاخذ؛ ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ
إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ﴾ [البقرة: 286]. قال الله جل وعلا: «قد فعلت» ([1])، فالناسي والمكره
لا فعل لهما؛ فإذا حصل شيء من تناول المفطرات للصائم وهو ناسٍ، فإن صيامه صحيح.
قوله رحمه الله: «أو طار إلى
حلقه ذباب أو غبارٌ من طريقٍ، أو دقيقٍ أو دخانٌ»، الصائم إذا تعرض للغبار،
ودخل إلى حلقه، لا يؤثر على صيامه؛ لأن هذا بغير اختياره.
أو تعرض لدخان -دخان
مطبخ، أو دخان حطب-، هو لم يتعمد هذا الشيء، ولكن وصل إلى حلقه، فلا يؤثر على
صيامه.
أما لو ابتلع الدخان
متعمدًا، فإنه يبطل صيامه؛ مثل: الذي يدخن التبغ، هذا متعمد لهذا الشيء، فيبطل
صيامه، أما الدخان الذي يذهب من نار، أو من حطب يوقد، أو من ماكينة، وهو بغير
اختياره، هذا لا يبطل صيامه، ولو وصل إلى حلقه.
وكذلك الذباب: إذا طار إلى حلقه
ذباب، ودخل في جوفه، لا يبطل صيامه؛ لأنه لم يتعمد هذا الشيء.
قوله رحمه الله: «لم يُفْطِر؛ لعدم إمكان التَّحَرُّزِ من ذلك، أشبه النائم»، لا يفطر إذا طار إلى حلقه غبار، أو دخان، أو ذباب،
([1])أخرجه: مسلم رقم (126).