أو فكر، فأنزل، لم يفطر؛
لقوله صلى الله عليه وسلم: «عُفِيَ لأُِمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا،
وَمَا أُكْرِهُوا عَلَيْهِ إِلاَّ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِهِ» ([1]). وقياسه على
تكرار النظر غير مسلم؛ لأنه دونه.
****
لا يفطر؛ لأنه لم يتعمد ذلك، فدل على أن الذي
يشرب الدخان يفطر؛ لأنه تعمد هذا الشيء.
قوله رحمه الله: «أو فكر، فأنزل»،
أو فكر في النساء، فأنزل، لم يفطر؛ لأن هذا الشيء ليس باختياره، والتفكير يغلب على
الناس، يأتي إلى الناس بدون قصد.
قوله رحمه الله: «لم يفطر؛
لقوله صلى الله عليه وسلم: «عُفِيَ لأُِمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا،
وَمَا أُكْرِهُوا عَلَيْهِ إِلاَّ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِه»»؛ لأن التفكير من
هذا النوع حديث نفس، التفكير حديث نفس؛ فإذا فكر في النساء، وأنزل، فلا يبطل
صيامه؛ لأنه معفو عن التفكير وحديث النفس: «عُفِيَ لأُِمَّتِي مَا حَدَّثَتْ
بِهِ أَنْفُسَهَا، وَمَا أُكْرِهُوا عَلَيْهِ إِلاَّ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِه».
فإذا خطر لقلبك شيء
مكروه، ودفعته، فإنه لا يؤثر، أما إذا تكلمت به، أو عملت به، فإنه يلزم حكمه،
ويلزم أثره؛ لأنك فعلته متعمدًا.
قوله رحمه الله: «وقياسه على
تكرار النظر غير مسلمٍ»، قياس التفكير في القلب على تكرار النظر غير مسلم؛ لأن
تكرار النظر متعمد، أما التفكير هذا غير متعمد.
قوله رحمه الله: «لأنه دونه»؛ لأن التفكير دون تكرار النظر، النظر من فعلك، أما التفكير والخواطر، فهذه ليست من فعلك، هذه حديث نفس.
([1])أخرجه: البخاري رقم (5269)، ومسلم رقم (127).