×

فإن لم يجد رقبة، فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع الصوم، فإطعام ستين مسكينًا،

****

الشرط الثاني: أن تكون الرقبة سليمة من العيوب التي تخل بالعمل؛ فإن كان فيها عيب من العمل والكسب، لا تجزئ؛ لأن العتيق لا يستفيد شيئًا بالعتق، إذا كان عاجزًا عن الكسب، لا يستفيد شيئًا من العتق؛ بل بقاؤه في الرق يمكن أفضل له من أجل أن له سيدًا ينفق عليه، ويتولاه.

فيشترط أن تكون الرقبة سليمة من العيوب المخلة بالعمل -الكسب يعني-، أما العيب الذي لا يخل بالعمل، فهذا لا يؤثر.

قوله رحمه الله: «فَإِنْ لَمْ يَجِدْ رقبةً»، فإن لم يجد؛ لأن خصال الكفارة هنا على الترتيب، ليست على التخيير مثل كفارة اليمين، ﴿فَكَفَّٰرَتُهُۥٓ إِطۡعَامُ عَشَرَةِ مَسَٰكِينَ مِنۡ أَوۡسَطِ مَا تُطۡعِمُونَ أَهۡلِيكُمۡ أَوۡ كِسۡوَتُهُمۡ أَوۡ تَحۡرِيرُ رَقَبَةٖۖ [المائدة: 89]، هذا على التخيير.

ولكن كفارة القتل، كفارة الظهار، كفارة الجماع في نهار رمضان ليس فيها تخيير، بل فيها على الترتيب.

قوله رحمه الله: «فصيام شهرين متتابعين»، صيام شهرين متتابعين، يصوم شهرين متتابعين، لا يفرق ولا يفطر في أثنائها حتى يكملها، هذا معني التتابع.

قوله رحمه الله: «فإن لم يستطع الصوم، فإطعامُ ستين مسكينًا»، إذا لم يستطع الصوم، ينتقل إلى الخصلة الثالثة، وهي إطعام ستين مسكينًا؛ أي: فقيرًا، لا يكفي عشرة، لا بد من ستين مسكينًا، كل مسكين نصف صاع، أو كل مسكين مد؛ على المذهب.


الشرح