×

قال أحمد: ينبغي للصائم أن يتعاهد صومه من لسانه، ولا يماري، ويصون صومه، كانوا إذا صاموا قعدوا في المساجد، وقالوا: نحفظ صومنا، ولا نغتاب أحدًا ([1]).

****

 قوله رحمه الله: «قال أحمد: ينبغي للصائم أن يتعاهد صومه من لسانه، ولا يُمارِي»، قال الإمام أحمد رحمه الله: ينبغي -أي: يجب -على الصائم أن يتعاهد صومه، ولا يماري؛ يعني: لا يجادل وهو صائم، ولا يخاصم أحدًا وهو صائم؛ لأن المجادلة والمخاصمة تجر إلى كلام محرم، وتشغل الصائم -أيضًا-.

الصائم يقبل على صيامه وعلى عبادته، ولا ينشغل بالأقوال والأعمال التي تؤثر على صيامه.

قوله رحمه الله: «ويصون صومه، كانوا إذا صاموا قعدوا في المساجد، وقالوا: نحفظ صومنا، ولا نغتاب أحدًا»، كانوا -أي: السلف الصالح -إذا صاموا، يجلسون في المساجد، يعتكفون فيها، يجلسون فيها ويمضون وقتهم في المساجد؛ لأن المساجد أسلم من الكلام غير اللائق؛ لأن الجالس في المسجد يذكر الله ويتلو القرآن، أما إذا جلس في الشارع، أو في مجالس الناس قل أن يسلم.

فهم كانوا يجلسون في المساجد للعبادة وذكر الله، ومن أجل صيانة صيامهم عن الغيبة والنميمة وغير ذلك.


الشرح

([1])انظر: المغني لابن قدامة (3/ 181)، والشرح الكبير على متن المقنع (3/ 76)، والمبدع (3/ 40)، وشرح منتهى الإرادت (1/ 488).