ويكره أن يدع بقايا الطعام
بين أسنانه، وشم ما لا يؤمن أن يجذبه نفسه، كسحيق مسك.
****
قوله رحمه الله: «ويكره أن يدع بقايا
الطعام بين أسنانه»، إذا أصبح الصائم، وهو يجد بين أسنانه شيئًا من طعام بعد
السحور، لا يبتلعه، بل يتفله، يتفل ما تبقى بين أسنانه، ولا يتعمد بلعه، فإن
ابتلعه غير متعمد، لا يؤثر على صيامه، هذا من آداب الصيام.
قوله رحمه الله: «وشم ما لا
يؤمن أن يجذبه نفسه؛ كسحيق مسكٍ»، تقدم لنا أن الطيب على قسمين:
البخور وسحيق المسك
هذا لا يجوز للصائم أن يشمه؛ لأنه يذهب إلى أنفه، يتصاعد إلى دماغه، فلا يجوز له
أن يشم البخور أو أنواع الدخان، لا يتعمد شمه.
كذلك سحيق المسك
المطحون لا يشمه؛ لأنه يتصاعد أجزاؤه إلى الأنف، فيتجنب هذا.
أما الطيب السائل
كالعطورات، فلا مانع أنه يتطيب في ثوبه وفي بدنه وهو صائم؛ لأن هذا لم ينه عنه،
ولا يذهب إلى حلقه، ولا إلى جوفه.
وكذلك لو أن البخور
جاء إليه، وهو لم يتعمد، جاء إلى أنفه من غير تعمد، لا يؤثر عليه مثل الغبار الذي
يدخل في أنفه، مثل الذباب الذي يدخل في أنفه من غير تعمد، لا يؤثر عليه.