وصوم شهر المحرم؛ لحديث:
«أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ» رواه مسلم ([1])، وآكده العاشر ثم
التاسع؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ
التَّاسِعَ وَالْعَاشِرَ» ([2]).
****
قوله رحمه الله: «وصوم شهر المحرم؛
لحديث: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ»»،
هذا النوع الخامس من أنواع صيام التطوع: صيام شهر المحرم؛ لقوله صلى الله عليه
وسلم: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ»، وشهر
الله: أضافه إلى الله من باب التشريف.
قوله رحمه الله: «وآكده العاشر
ثم التاسع؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ
التَّاسِعَ وَالْعَاشِرَ»»، آكد صيام المحرم: العاشر يوم عاشوراء، ويوم
التاسع قبله؛ مخالفة لليهود؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «صُومُوا قَبْلَهُ
يَوْمًا، أَوْ بَعْدَهُ يَوْمًا» ([3])؛ مخالفة لليهود؛
لأن اليهود يصومون يوم عاشوراء؟
لأن موسى عليه
السلام هو أول من صامه بعد ما نجَّى الله المؤمنين من فرعون في اليوم العاشر من
محرم، صام موسى عليه السلام شكرًا لله، فصار صيامه سنة من سنة الأنبياء -عليهم
الصلاة والسلام-.
فهو صوم مؤكد، صوم يوم عاشوراء مؤكد، بل قالوا: إنه في أول الإسلام كان مفروضًا، كان فرضًا، فلما شُرِعَ صوم رمضان، نُسِخَ الفرض، وبقي مستحبًّا.
([1])أخرجه: مسلم رقم (1163).