يجب صوم رمضان برؤية هلاله
****
قوله رحمه الله: «يجب صوم رمضان»،
معنى يجب: يعني يلزم، والواجب هو: ما يثاب فاعله، ويعاقب تاركه ([1])، هذا هو الواجب.
وصيام رمضان يجب،
ليس هو من باب المستحبات أو السنن المستحبة، وإنما هو واجب فرض، وليس باختيار
الشخص أنه يصوم أو لا يصوم، يقول: «أنا مسلم، ولو لم أصم، أنا مسلم، ولو لم
أصلِّ»؛ كما يقوله بعض الجهال أو الضلال.
يقولون: «يكفي أن
الإنسان يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ولو لم يعمل شيئًا»،
هذا كذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم؛ الإسلام متكامل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱدۡخُلُواْ فِي ٱلسِّلۡمِ كَآفَّةٗ﴾ [البقرة: 208]؛ أي: الإسلام ادخلوا فيه كافة، لا تدخلوا في بعضه، وتتركوا
بعضه، ﴿وَلَا تَتَّبِعُواْ
خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ﴾ [البقرة: 208].
فلا يلتفت إلى مثل
هذه الأقوال الباطلة، التي تقول: «إن الإسلام يكفي فيه أن الإنسان ينطق
بالشهادتين ولو لم يصلِّ، ولو لم يعمل شيئًا»، هذا كلا باطل.
الإسلام له أوامر،
وله نواهٍ، وله فرائض، وله واجبات، وله مستحبات وسنن، فهو ليس مجرد الإسلام بالاسم
فقط بدون عمل.
قوله رحمه الله: «برؤية هِلاَلِهِ»، يجب صوم رمضان، أما غير رمضان، فيستحب، هناك صيام مستحب: صيام الست من شوال،
([1])انظر: الأنجم الزاهرات على حل ألفاظ الورقات في أصول الفقه (ص 88- 89).