×

فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات إجماعًا.

****

الدعوة إلى الله لأهل الكفر والشرك تكون بالتدريج، لا تطالبهم بالصلاة والصيام، وهم لا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله؛ لأنه لا يصح الصيام، ولا تصح الزكاة، ولا تصح العبادات كلها، إلا بعد التوحيد، إلا بعد قيام التوحيد؛ لأنه هو الأساس الذي يبنى عليه.

فهكذا أول ما يبدأ بالدعوة إلى التوحيد؛ عبادة الله وترك عبادة ما سواه، ثم يؤمرون بالفرائض: الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وكذلك المكملات وبقية الطاعات، والنهي عن المحرمات تأتي بعد ما تتأسس أركان الإسلام، بعدما تتأسس أركان الإسلام الخمسة تأتي بقية أمور الدين، فهكذا تكون الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وهكذا يكون التعليم -تعليم الجهال-، يبدأ بالأهم فالأهم.

قوله رحمه الله: «فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع رمضاناتٍ إجماعًا»؛ لأنه صلى الله عليه وسلم مكث في المدينة بعد الهجرة عشر سنوات:

السنة الأولى من الهجرة لم يفرض عليه الصيام.

السنة الثانية في شعبان -على ما ذكر ابن حجر؛ كما نقله عن الشارح -في شعبان، فُرِضَ صيام رمضان من السنة الثانية من الهجرة.


الشرح