×

وإن ثبت نهارًا، أمسكوا، وقضوا؛ كمن بلغ، أو أسلم، أو طهرت من حيض أو نفاس، أو قدم من سفر مفطرًا.

****

 أكمل هو، أكمل رمضان ثلاثين يومًا، فإنه يصوم مع الناس، ولا يفطر، ولو كان متأكدًا أنه صام ثلاثين يومًا لا يفطر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «الْفِطْرُ يَوْمَ يُفْطِرُ النَّاسُ، وَالأَْضْحَى يَوْمَ يُضَحِّي النَّاسُ» ([1])، فيلزمه أن يصوم مع الناس في آخر الشهر، ولو كان يرى أنه في حقه قد تكامل الشهر، فلا ينفرد بالإفطار والناس صائمون.

قوله رحمه الله: «وإن ثبت نهارًا، أمسكوا، وقضوا؛ كمن بلغ، أو أسلم، أو طهرت من حيضٍ أو نفاسٍ، أو قَدِمَ من سفرٍ مفطرًا»، إذا جاء الخبر في النهار أنه رئي البارحة، الناس لم يصوموا؛ لأنهم لم يثبت دخول الشهر، لم يتقدم أحد يشهد عند الغروب أو بعد الغروب، أصبحوا مفطرين.

جاء في النهار من يخبر أنه رأى الهلال أمس، فإن الناس يمسكون بقية اليوم، ويقضونه بعد رمضان، يقضون هذا اليوم؛ لأنهم لم يصوموه كاملاً؛ لأنه قامت البينة في النهار في عهد النبي صلى الله عليه وسلم على انتهاء الشهر، فأمر الناس بالإفطار، وأن يخرجوا غدًا للعيد، أجَّل صلاة العيد؛ لأنه لم يأت الخبر، إلا بعد الظهر، بعد فوات وقت العيد، فأمر الناس أن يفطروا، وأن يخرجوا غدًا لصلاة العيد، هذا إذا قامت البينة في أثناء النهار؛ إما بدخول الشهر أو بخروجه.

ومثل هذا كل من كان مفطرًا، فزال عذره في أثناء النهار، فإنه يمسك بقية اليوم، ويقضي هذا اليوم فيما بعد؛ لأنه لم يصمه كاملاً.


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (802).