×

ومن عجز عنه لكبر أو مرض لا يرجى برؤه، أطعم لكل يوم مسكينًا. وسن لمريض يضره ومسافر يقصر فطر.

****

 قوله رحمه الله: «ومن عجز عنه لكبرٍ أو مرضٍ لا يرجى برؤه، أطعم كل يومٍ مسكينًا»، هذا هو الصنف الثالث من دخل عليهم الشهر:

الصنف الأول: الصحيح المقيم، هذا يلزمه الصوم أداء، صحيح ليس فيه مرض، مقيم ليس مسافرًا، هذا يلزمه الصوم أداء.

الصنف الثاني: المسافر والمريض، دخل عليه الشهر وهو مسافر، أي مريض لا يستطع الصيام، هذا يفطر مدة سفره، مدة مرضه، ويقضي بعد رمضان ما أفطره؛ ﴿فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۚ [البقرة: 184].

الصنف الثالث: الكبير الهرم الذي لا يطيق الصيام، والمريض المرض المزمن الذي لا يرجى زواله، ولا يستطيع الصيام، هذا يقدم فدية بدل الصيام؛ ﴿وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ [البقرة: 184]، فيطعم عن كل يوم مسكينًا، وليس عليه صيام؛ لأنه لا يستطيع الصيام.

قوله رحمه الله: «وسن لمريض يضره ومسافر يقصر فطرٌ»، عرفنا أن المسافر والمريض يجوز لهما الإفطار في رمضان، لكن لو صام المريض؛ تحمل المشقة وصام، أو المسافر قال: «أنا ليس علي مشقة أصوم»، صام وهو مسافر.

نقول: يصح الصيام، يصح صيامه؛ لأنه لم يأخذ بالرخصة، أخذ بالعزيمة، ولم يعمل بالرخصة، فيصح صيامه؛ لأن هذا هو الأصل.


الشرح