وأطعم وليه، وعلى أنفسهما،
قضتا فقط.
ومن نوى صومًا ثم جُن أو
أُغمي عليه جميع نهاره، لم يصح صومه،
****
قوله رحمه الله: «وأطعم وليه»،
قضتا: هذا بالنص؛ لقوله تعالى: ﴿فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۚ﴾ [البقرة: 184]،
وهذا نوع من المرض.
وأطعمتا: ما الدليل على
الإطعام، ليس في الآية إطعام؟
قالوا: لأن الصحابة
أفتوا بهذا بأن الحامل والمرضع إذا خافتا على ولديهما، يفطران، ويطعمان.
قوله رحمه الله: «وعلى أنفسهما،
قضتا فقط»، إن كان الخوف على أنفسهما فقط، عليهما القضاء، إذا كان الخوف على
الطفل فقط، فعليهما القضاء والإطعام.
قوله رحمه الله: «ومن نوى صومًا
ثم جُنَّ أو أُغْمِيَ عليه جميع نهاره، لم يصم صومه»؛ كما سبق أن الصيام لا بد
أن يكون بنية مستمرة من طلوع الفجر إلى غروب الشمس؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا
الأَْعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» ([1]).
لو زالت نيته في أثناء النهار، زالت بالنوم؟ النوم لا يؤثر، هو باق على نيته، ولا بأس، لو نام كل النهار، لا بأس، صومه صحيح، صومه صحيح، لكن يحاسب على الصلوات، لكن صومه صحيح؛ لأن النوم لا يزيل النِّيَّة بالكلية.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1)، ومسلم رقم (1907).