وسُن فورًا متتابعًا، ويحرم
تأخيره إلى رمضان آخر بلا عذر، فإن فعل، أطعم لكل يوم مسكينًا مع القضاء،
****
والدليل على أن
القضاء موسع قول عائشة رضي الله عنها: «كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ
الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَ إِلاَّ فِي شَعْبَانَ»
([1]).
فدل: على أن وقت القضاء موسع،
إلى أن لا يبقى على مضان الجديد إلا قدر الأيام التي عليه، ويحرم أن يتجاوز بها
رمضان، ولا يقضي إلا بعد رمضان، هذا حرام عليه، إذا كان لغير عذر، أما إذا كان
معذورًا فيما بين الرمضانين، ولم يستطع، فلا حرج عليه، يقضي بعد رمضان الثاني.
قوله رحمه الله: «وسن فورًا
متتابعًا»، فورًا: يعني المبادرة.
متتابعًا أحسن، وإن
فرقه -صام بعض الأيام، ثم أفطر، ثم صام، ثم أفطر، حتى يكمل ما عليه- لا بأس، يجوز
له التفريق، والمتابعة أفضل.
قوله رحمه الله: «ويحرم تأخيره
إلى رمضان آخر بلا عذرٍ»، ويحرم تأخيره الى رمضان آخر بلا عذر، أما إذا كان
معذورًا بأن استمر معه المرض أو السفر، إلى أن جاء رمضان الثاني، فإنه يؤخره إلى
بعد رمضان، ولا إثم عليه، يكون معذورًا.
قوله رحمه الله: «فإن فعل، أطعم لكل يومٍ مسكينًا مع القضاء»، إذا أخر الى رمضان الثاني من غير عذر، لا يسقط عنه، يجب عليه القضاء، ويجب عليه مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم كفارة عن التأخير، أما إذا كان لعذر تأخيره لعذر، فيكفي القضاء بعد رمضان.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1950)، ومسلم رقم (1146).