ولا يعود مريضًا، ولا يشهد
جنازة إلا أن يشترط.
****
قوله رحمه الله: «ولا يعود مريضًا»،
ولا يعود مريضًا ([1])؛ لأن عيادته للمريض
تقطع عليه مدة الاعتكاف، فما هو فيه أفضل من عيادة المريض.
لكن بإمكانه أنه
يسأل عن حال المريض، يسأل عن حاله، كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن حال
المرضى، ولكنه لا يعودهم، ولكنه يسأل عنه؛ ليطمئن على صحتهم، وليطيب خواطرهم.
قوله رحمه الله: «ولا يشهد
جنازةً»، كذلك لا يشهد، مع أن تشييع الجنازة فيه أجر، ولكن لا يخرج لتشييع
الجنائز، ولا يخرج ويقول: «أنا ذاهب إلى الصلاة على الجنازة في مسجد كذا»،
لا، الذي هو فيه عبادة، فيبقى فيه، وبإمكانه أن يدعو للميت، يدعو له، ويكفي هذا؛
لأن صلاة الجنازة فرض كفاية، إذا قام بها من يكفي، حصل المقصود.
قوله رحمه الله: «إلا أن يشترط»، إلا أن يشترط، إذا شرط في بداية الاعتكاف، قال: «أعتكف عشرة أيام، على شرط أني أخرج لتشييع الجنائز، ولعيادة المرضى»، فله ما شرط، له ما شرط.
([1])كما في الحديث الذي أخرجه: مسلم رقم (297).