قال رحمه الله: «يجب صوم رمضان
برؤية هلاله»؛ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ،
وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ
شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ»، فإذا لم ير الهلال؟ فبإكمال شعبان ثلاثين يومًا ([1])؛ يعني: يجب الصيام بأحد
أمرين:
إما برؤية الهلال،
وإما بإكمال شعبان ثلاثين يومًا، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَصُومُوا
حَتَّى تَرَوُا الْهِلاَلَ، وَلاَ تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ
عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ» ([2])؛ يعني: إن لم تروه
لغيم أو لقطر أو غير ذلك، فأكملوا شعبان ثلاثين يومًا؛ لأن الشهر إما تسعة وعشرين،
هذا هو الغالب، وإما ثلاثين.
قوله صلى الله عليه
وسلم: «فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ»، «اقْدُرُوا لَهُ»
ما معناه؟ فسره الراوية الثانية: «فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ
شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ يَوْمًا».
ولا يصام إلا بهاتين العلامتين: رؤية الهلال، أو إكمال شعبان ثلاثين يومًا، لا يصام بالحساب، الله لم يُحِلْنَا على الحساب؛ لأن الحساب عمل بشري، يخطئ ويصيب، أما الهلال، فإنه لا يخطئ، يقدر تقديرًا، لا يتخلف، ولايتغير، الله علق الصيام بالهلال بداية ونهاية.
([1])انظر: بدائع الصنائع (2/ 78)، والشرح الصغير (2/ 224)، والمجموع (6/ 452)، والاختيارات الفقهية لشيخ الإسلام ابن تيمية، (ص 191)، وزاد المعاد (2/ 39).