برؤية هلاله على جميع الناس.
****
وأما الحساب، فلا
اعتبار له في الإسلام؛ لأنه عمل بشري يخطئ ويصيب، وليس كل الناس يعرفون الحساب،
الله علق الصيام بشيء ظاهر يراه المتعلم والعامي والحضري والبدوي، أمر ظاهر، وهو
الهلال، رؤية الهلال، أو إكمال الشهر ثلاثين يومًا، هذا كلٌّ يعرفه.
الأحكام الشرعية لا
تعلق بالأمور الخفية، إنها تعلق بالأمور الظاهرة؛ الصلاة: طلوع الفجر، زوال الشمس،
الظل إذا تساوي مع الشاخص العصر، غروب الشمس، غروب الشفق الأحمر، هذه علامات ظاهرة
يراها كل مسلم.
أما الحساب، فهذا
أمر خفي، وأيضًا هو مظنة الخطأ؛ لأنه عمل بشري، الله علق عباداتنا بأمور ظاهرة
يراها الناس، هذا من رحمته سبحانه وتعالى بنا.
قال رحمه الله: «برؤية هلاله على جميع الناس»، هذه مسألة: إذا رُئِيَ الهلال، هل يلزم الناس كلهم على وجه الأرض أن يصوموا؟ إذا رآه بعضهم في أي مكان، يلزم الأمة جميعًا أن تصوم في كل الأرض ([1])، أو يجب على أهل الإقليم الذي رُئِيَ فيه الهلال، وكل قوم لهم رؤيته؟ هذا القول الثاني، وهو الصحيح؛ أنه لا يجب الصيام على كل الناس، لأن هذا فيه كلفة، ولكن يصوم أهل الإقليم ([2])،
([1])انظر: حاشية ابن عابدين (2/ 393)، وحاشية الدسوقي على الشرح الكبير (1/ 510)، حاشية العدوي على الخرشي (2/ 236)، والمقنع ومعه الشرح الكبير والإنصاف (7/ 336).