لأن المطالع تختلف؛ كما قال شيخ الإسلام ابن
تيمية: تختلف المطالع باتفاق أهل الملة([1]).
تختلف المطالع؛
الهلال يطلع عندنا قبل أهل المغرب، اختلاف المطالع، فلكل قوم رؤيتهم.
الحالة الأولى: إذا رُئِيَ الهلال
في إقليم، وجب على أهل ذلك الإقليم كلهم أن يصوموا، وأهل الإقليم الثاني يجب عليهم
الصيام برؤيتهم، إذا رأوه، وهكذا، هذا هو القول الثاني في المسألة، وهو الصحيح،
ولا يسع الناس إلا هذا، إذا رُئِيَ الهلال، يجب الصيام على أهل الإقليم الذين
رُئِيَ فيهم الهلال، وأما الإقليم الثاني، الذي يختلف مطلعه عن هذا المطلع،
فيصومون إذا رأوه هم، ولو تأخر بعضهم عن بعض.
بعض الناس يقول: لا، دعوا المسلمين يصومون جميعًا. لا، هذا ليس بلازم، هذا كلفة، المسلمون ٌكل يصوم برؤية الهلال، برؤية بلده وإقليمه، هذا هو اليسر: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٖۚ﴾ [الحج: 78]، هذه الحالة الأولى: إذا رُئِيَ الهلال، يصام عليه.
([1])قال شيخ الإسلام رحمه الله: (تختلف المطالع باتفاق أهل المعرفة بهذا، فإن اتفقت لزمه الصوم وإلا فلا). انظر: الفتاوى الكبرى (5/ 375)، وقال رحمه الله: (فصلٌ: مسأله رؤية بعض البلاد رؤية لجميعها: فيها اضطراب فإنه قد حكى ابن عبد البر الإجماع على أن الاختلاف فيما يمكن اتفاق المطالع فيه فأما ما كان ممثل الأندلس وخراسان فلا خلاف أنه لا يعتبر. قلت: أحمد رقم اعتمد في الباب على حديث (الأعرابي الذي شهد أنه أهل الهلال البارحة فأمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس على هذه الرؤية) مع أنها كانت في غير البلد وما يمكن أن تكون فوق مسافة القصر ولم سيتفصله وهذا الإستدلال لا ينافي ما ذكره ابن عبد البر؛ لكن ما حد ذلك؟). انظر: مجموع الفتاوى (25/ 103).