×

حكم طهارة الماء الذي تشرب

منه الكلاب

**********

تقول السائلة ز. م. ر. ع من أملج: تقع بالقرب منا بركة ماء نشرب منها، ونأخذ للبيت منها بواسطة القرب، ولكن المكان الذي نملأ منه القرب ونتوضأ يتسرب منه ماء إلى الأرض، فتأتي أحيانًا الكلاب وتشرب منه، فحينما نأتي للوضوء، أو لأخذ ماء، يقع على ملابسنا شيء من ذلك الذي تركته الكلاب، أو يقع على القرب، فهل يؤثر هذا على طهارة ملابسنا، وبكم غسلة يجب أن نزيل ما لحق بملابسنا، وكذلك القرب، هل يجب غسلها أم لا؟ وإذا لمست نجاسة الكلب الثوب مباشرة، فكيف يجب علينا غسله وتطهيره؟

لا نرى داعيًا لهذا التشدد، ما دام أن هذا المتسرب قد اجتمع منه شيءٌ كثير، فإنه لا يؤثر فيه شرب الكلاب منه، أو الوضوء فيه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الماء يكون في الفلاة وما ينوبه من السباع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «إِذَا بَلَغَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَحْمِلِ الْخَبَثَ» ([1])، وقال صلى الله عليه وسلم : «الْمَاءُ طَهُورٌ لاَ يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ» ([2]) إلاَّ ما غلب على لونه أو طعمه أو ريحه من نجاسةتحدث فيه، فالأصل في هذا الماء: أنه طهور ولا ينجس ما أصاب خصوصًا إذا كان كثيرًا كما ذكرنا؛ أمَّا من ناحية نجاسة الكلب إذا أصابت الثوب، أو أصابه شيء من الكلب من لعابه، فإنه يطهر بغسله غسلاً يزيل النجاسة كغيره من النجاسات، والله تعالى أعلم.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (63)، والترمذي رقم (67)، وأحمد رقم (4605).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (66)، والترمذي رقم (66)، واحمد رقم (11119).