من أحكام الجمع والقصر
**********
بيان الإقامة التي
تمنع القصر
**********
يقول السائل أ. ع من
الرياض: اختلف العلماء في مسألة المدة التي يجوز فيها الجمع والقصر عندما يصل
الإنسان إلى المدينة المراد السفر إليها، فما هو الجواب الذي أجمع عليه العلماء في
ذلك، علما بأننا قد نرى بعض الناس يجمعون ويقصرون الصلوات إلى أن يرجعوا إلى
بلدانهم مهما تكن المدة؟
تسأل عن الإقامة التي تمنع القصر، الإقامة في السفر لها تفصيل، إذا كانت أربعة أيام فأقل فلا تمنع القصر، ولا الجمع؛ لأنه لا يزال مسافرًا، أمَّا إذا زادت المدة عن أربعة أيام، ويعلم أنه سيقيم أكثر من أربعة أيام؛ فإنه ينتهي السفر ويكون مقيمًا، ويتم الصلاة ويصوم رمضان كالمقيمين؛ لانقطاع السفر بهذه الإقامة، وأمَّا إذا لم يدر كم مدة الإقامة، فأقام لقضاء حاجته، ولا يدري متى تنتهي، فهو أيضًا لا يزال مسافرة، يجوز القصر والجمع، لكن إذا كان عنده جماعة في البلد يصلون، وعندهم مسجد؛ فإنه يصلي معهم ويتم الصلاة، لا يترك الجماعة وإجابة المؤذن للحضور للمسجد، بحجة أنه يقصر الصلاة؛ بل يصلي مع الجماعة، ويُتم الصلاة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يُجِبْ فَلاَ صَلاَةَ لَهُ إِلاَّ مِنْ عُذْرٍ» ([1])، فالحاصل أن الإقامة لها ثلاث حالات:
الصفحة 1 / 754