×

 ﴿فَإِذَا قَضَيۡتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمۡۚ فَإِذَا ٱطۡمَأۡنَنتُمۡ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَۚ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا [النساء: 103]، أي: مفروضًا في مواقيت معينة تؤدي فيها، في أي مكان يكون الإنسان؛ فإنه يجب أن يؤدي الصلوات في هذه المواقيت الواضحة التي بينها الله ورسوله للمسلمين، فالواجب عليكم أن تتقيدوا بالمواقيت، وألا تقدموا الصلاة على وقتها، أو تؤخروها عن وقتها، وأن تجتهدوا في معرفة ذلك في البلد الذي أنتم فيه؛ بمراقبة الشمس ومعرفة زوال الشمس، ومراقبة وقت العصر، ومراقبة غروب الشمس، ومغيب الشفق، يجب عليكم أن تجتهدوا وتراقبوا هذه المواقيت، وأن تسألوا من عنده الخبرة في ذلك البلد، والله سبحانه وتعالى عُيِّن المسلم إذا هتم بأمر دينه.

يقول السائل: ما حكم الصلاة في المسجد المغصوب أو الأرض المغصوب، التي أقيم عليها مسجد؟

لا يجوز الغصب، قال صلى الله عليه وسلم : «مَنِ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الأَْرْضِ بِغَيْرِ حَقٍّ، طَوَّقَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ» ([1])، فغصب الأرض وغيرها من الأموال لا يجوز، إلاَّ بطيبة النفس من صاحب المال، وقد قال تعالى: ﴿وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ وَتُدۡلُواْ بِهَآ إِلَى ٱلۡحُكَّامِ لِتَأۡكُلُواْ فَرِيقٗا مِّنۡ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ بِٱلۡإِثۡمِ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ [البقرة: 188]، وقال صلى الله عليه وسلم : «لاَ يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلاَّ بِطِيبِ نَفْسِهِ» ([2])، والأرض المغصوبة لا تجوز الصلاة فيها؛ لأن هذا استعمال الأرض بغير رضا من صاحبها، وقد اختلف فيه العلماء، لو صلَّى في أرض مغصوبة، وعلى كل حال هذا يحرم، ولكن هل تصح الصلاة أو لا، هذا محل خلاف بين العلماء.

**********


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3198)، ومسلم رقم (1610).

([2])  أخرجه: أحمد رقم (20695)، والبيهقي رقم (11545).