×

 صلواتهم، وفيمن مات منهم وهو على تلك الحالة؟

إذا كان فعلهم هذا تساهلاً منهم؛ بأن كانوا لم يسألوا ولم يبحثوا، وعندهم من يرشدهم ويفيدهم، ولكنهم أهملوا ذلك ولم يبالوا، فإن صلاتهم لا تصح؛ لأنهم غير معذورين في هذه الحالة؛ لأنه مطلوب من المسلم أن يعرف أحكام العبادة قبل أن يؤديها، وأداء الواجبات والفرائض بالأخص يجب على الإنسان أن يعرف أحكامها قبل أن يشرع فيها؛ ليؤديها على الوجه المشروع، مهما أمكنه ذلك، فإذا كان هؤلاء عندهم من يرشدهم، وباستطاعتهم أن يتصلوا بأهل العلم، أو عندهم مثلاً الكتب والنشرات، أو يمكن الحصول على ذلك ولم يفعلوا هذا، فهؤلاء لا يعذرون؛ لأنهم لا عذر لهم، وصلاتهم غير صحيحة، وأمَّا إذا كانوا غير قادرين على معرفة أحكام الصلاة، يعرفون أنها واجبة مطلوبة منهم، لكنهم لم يتمكنوا من معرفة أحكامها، وليس لهم من يبين لهم، ولا يقدرون على اتصال بأهل العلم، فإنهم يصلون على حسب حالهم، صلاتهم صحيحة؛ لقول الله تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ وَٱسۡمَعُواْ وَأَطِيعُواْ وَأَنفِقُواْ خَيۡرٗا لِّأَنفُسِكُمۡۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ [التغابن: 16]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : «فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (7288)، ومسلم رقم (1337).