×

وكذلك هو ألاَّ يأثم من منعي للصلاة؟

يجب على المسلم المحافظة على الصلوات الخمس وعلى الجمعة، بأدائها بجماعة في المساجد، ولا يصرفه عن ذلك طلب الدنيا، ولا طلب المعيشة، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلۡبَيۡعَۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ [الجمعة: 9]، وقال تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ ٣٦رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ يَخَافُونَ يَوۡمٗا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ ٣٧ [النور: 36-37]، فيجب على المسلم أن يؤدي الصلوات في الجماعة، وفي المساجد، وكذلك الجمعة يتأكد حضورها، وعلى المسلم أداؤها، ولا يجوز للمسلم أن يمنع العمال الذين يعملون عنده من أداء الصلاة، يحرم عليه ذلك، ولا يجوز للعمال أن يطيعوه في هذا؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فأداء الصلاة في المسجد هذا مستثنى من مدة الإجارة شرعا، ليس للمستأجر فيه استحقاق، الحق فيه للمسلم أن يذهب إلى الصلاة، ويصلي رضي مؤجره أو لم يرض؛ لأن هذا حق الله سبحانه وتعالى الواجب عليكم أن تؤدوا الصلاة ولا تلتفتوا إلى هذا الذي يمنعكم من صلاة الجمعة، وإذا أبى إلاَّ الامتناع، فلكم أحد الأمرين: أمَّا أن ترفعوا أمره إلى ولي الأمر عندكم؛ للأخذ على يده، وأمَّا أن تذهبوا إلى مسلم آخر يمكنكم من أداء صلاتكم، لكن يجب عليهم أيضًا ألاَّ يستغلوا هذا لضياع الوقت الذي استأجرهم من أجله، قد يكون السبب عندهم، ألاَّ يضيع وقته، بقدر الصلاة ولا يكون أكثر من وقتها، بقدر ما يؤدون به الصلاة، يرخص لهم في ذلك، أمَّا ما زاد عليه فلا، فله أن يمنعهم من الزيادة التي لا حاجة لهم فيها، لأداء الصلاة.

**********


الشرح