الأول، من أجل أن يتهيؤوا
للصلاة، ويتنبهوا لصلاة الجمعة، فهو سنة من سنن الخلفاء الراشدين، وقد قال صلى
الله عليه وسلم : «فَعَلَيْكُمْ
بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي»
([1])، لكن لا بد أن يكون
بين الأذان الأول والأخير الذي عند حضور الإمام وقت، يتمكن الناس فيه من التهيؤ
والذهاب إلى المسجد، للصلاة.
حكم استبدال الأذان
الأول لصلاة الجمعة
بقراءة القرآن عبر
مكبر الصوت
**********
يقول السائل: إن
المسجد عندنا لا يؤذن الأذان الأول للجمعة، ولكن يكتفي بقراءة القرآن بمكبر الصوت
التابع للمسجد في وقت الأذان الأول إلى موعد الأذان الثاني، فما الحكم في هذا
أفيدونا أفادكم الله؟
هذا ترك السُّنَّة، وأتي ببدعة، وأمَّا الأذان الأول، فمن سنة الخلفاء الراشدين، وقد أمر به عثمان رضي الله عنه في خلافته، لما كثر الناس وتباعدت أماكنهم، وصاروا بحاجة إلى من يعلمهم بوقت صلاة الجمعة أمر رضي الله عنه بالأذان الأول؛ ليستحث الناس بحضور صلاة الجمعة، فصار سنة إلى يومنا هذا، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ» ([2])، وعثمان رضي الله عنه من الخلفاء الراشدين وقد فعل هذا، وأقره عليه في خلافته المهاجرون والأنصار، فصارت سنة ثابتة، فهذا الذي ترك هذا الأذان الذي هو سنة الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه، واستبدله
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4607)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).