×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

المحاضرة الحادية والستون

أثر الإيمان على الفرد والمجتمع

**********

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أما بعد:

فإن الإيمان منحة من الله جل وعلا يمن به على من يشاء من عباده، ﴿بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيۡكُمۡ أَنۡ هَدَىٰكُمۡ لِلۡإِيمَٰنِ [الحجرات: 17]، فهو بينة من الله سبحانه وتعالى، ونعمة عظيمة يوفق الله لها من هو أهل لها من عباده، ويحرم من لا يصلح لها، قال تعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ فَمِنكُمۡ كَافِرٞ وَمِنكُم مُّؤۡمِنٞۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ [التّغَابُن: 2]، والإيمان فيه فضل عظيم وخير كثير عاجلاً وآجلاً، وهو يتكون من أركان، ومن شعب، وأعمال كثيرة من خصال الخير؛ ولهذا عرفه أهل السنة والجماعة بأنه قول باللسان واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، هذا هو تعريف الإيمان الشامل المأخوذ من الكتاب والسنة.

وهذا الإيمان له أركان بينها الرسول صلى الله عليه وسلم حينما سأله جبريل عليه السلام بحضرة أصحابه، فقال: «فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإِيمَانِ»، قال: «أَنْ تُؤْمِنَ بالله وملائِكَتِهِ وكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ([1])،


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (8).