المحاضرة الحادية السبعون
الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر
ضوابط
وأسس
**********
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب
العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فإن الموضوع موضوع
مهم جدًّا، وهو الكلام عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأهمية ذلك وضوابطه
وآثاره، ولا أظننا نوفي الموضوع حقه، ولكن بحسب الإمكان.
أيها الإخوة، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل من أصول أهل السنة والجماعة، وأصل من أصول العقيدة، لأنه أداة الإصلاح المجتمع مما يحصل فيه من مخالفات وتصرفات غير لائقة، فجعل الله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليتلافى به ما يحصل في المجتمع من خلل في السلوك والأخلاق والتصرفات، فهو جانب مهم، ولذلك الله سبحانه وتعالى حث عليه في قوله: ﴿كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ﴾ [آل عمران: 110]، وفي قوله سبحانه: ﴿وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [آل عمران: 104]، حصر الفلاح فيهم، لما يقومون به من إصلاح للمجتمع المسلم وذكر سبحانه عن الأمم السابقة؛ أن منهم من يأمر
الصفحة 1 / 564