×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

المحاضرة الرابعة والخمسون

النصيحة وأثرها في وحدة الكلمة

**********

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

فلا شك أن الأمة بحاجة إلى ما يوحد كلمتها، ويجمع جماعتها، لأن اجتماع الكلمة أمر الله به جل وعلا في آيات، قال تعالى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ [آل عمران: 103]، وقال: ﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ [آل عمران: 105]، وقال تعالى: ﴿وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡۖ وَٱصۡبِرُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ [الأنفال: 46]، ولا يمكن اجتماع الكلمة إلا بإقامة ولاية للمسلمين، واختيار إمام يقودهم، وطاعة من ولاه أمر الأمة، فلا اجتماع كلمة إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمامة، ولا إمامة إلا بسمع وطاعة، ولهذا قال لي لما طلبوا منه الوصية قال صلى الله عليه وسلم: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى الله والسَّمْع وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كثيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4609)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (43)، وأحمد رقم (17142).