×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

المحاضرة الثامنة والستون

الإعلام بكيفية تنصيب الإمام في الإسلام

**********

بسم الله الرحمن الرحيم ([1])

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

فإن الموضوع له أهميته؛ لحاجة الناس إليه، خصوصا في هذا الوقت الذي لا يخفاكم حالة أهله؛ إلا من رحم الله وهذه البلاد ولله الحمد ما زالت بخير وفي نعمة من الله سبحانه وتعالى؛ نسأل الله أن يديمها ويتمها علينا وعليكم جميعا، وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان وأن يخذل أعداء الدين والمتربصين بالمسلمين.

أيها الإخوة: إنه لا حياة إلا بجماعة، ولا يستقيم دين ولا دنيا إلا بجماعة؛ ولهذا نهى الله عن التفرق والاختلاف، وأمر بالاجتماع والائتلاف على طاعة الله سبحانه وتعالى، فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا [آل عمران: 103]، وقال جل وعلا: ﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ [آل عمران: 105]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡۖ وَٱصۡبِرُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ [الأنفال: 46].


الشرح

([1])  ألقاها فضيلته غرة محرم من عام (1434) هجرية بجامع الإمام تركي بن عبد الله بالرياض.