المحاضرة الثالثة والخمسون
الحقوق
الزوجية
**********
بسم الله الرحمن الرحيم ([1])
الحمد لله رب
العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فإن موضوعنا في هذه الليلة المباركة -إن شاء الله- «الحقوق الزوجية»، وهو موضوع مهم، لا سيما في هذا الوقت الذي كثر فيه الجفاء بين الناس عموما، وبين الأقارب خصوصًا، وبين الزوجين بوجه أخص، إلا من رحم الله عز وجل، وذلك بسبب طغيان التيار الغربي على مجتمع المسلمين، وظهور طائفة من أبناء المسلمين تأثروا بهذا التيار، ولا شك أن الأسرة تقوم على اثنين، هما: الزوجان، الرجل والمرأة، فهما أساس الأسرة؛ ولذلك فإن الله جل وعلا لما خلق آدم أبا البشرية عليه السلام خلق منه زوجته حواء، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبٗا﴾ [النساء: 1]، وقال سبحانه: ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا وَجَعَلَ بَيۡنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: 21].
الصفحة 1 / 564