المحاضرة الثانية والستون
موقف
الإسلام من التيارات الفكرية المعاصرة
**********
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب
العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على
نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
أما بعد:
المذاهب الفكرية أو
التيارات الفكرية المراد بها: تصورات الإنسان، وإدراكاته العقلية، لاشك أن الله
سبحانه وتعالى ميز هذا الإنسان بالعقل، والتفكير، فقد أعطاه سبحانه وتعالى هذه
الميزة ليدرك بها ما ينفعه، فيأخذ به، ويدرك ما يضره فيجتنبه، وهذا فضل من الله
سبحانه وتعالى على هذا الإنسان، ولكن العقل والتصور لا يكفي في إدراك الأمور
ومعرفة الخير والشر، والسعادة والشقاوة، لا يكفي في إدراك النافع والضار، فهو آلة
في الإنسان، وهذه الآلة محدودة، كما أن طاقات الإنسان وقدراته محدودة، لا يدرك
جميع الأمور فيقدر العواقب؛ ولذلك لم يكلنا الله سبحانه وتعالى إلى عقولنا
وتصوراتنا وإدراكنا، وإن كان الله سبحانه وتعالى أمرنا بالتعقل والتدبر والتفكر،
ولكنه هو الذي خلقنا فهو يعلم أن عقولنا وأفكارنا ومداركنا قاصرة لا تكفي.
فمن رحمته سبحانه وتعالى أنه أرسل إلينا الرسل مبشرين ومنذرين ومبينين للناس طريق الخير وطريق الشر، وأنزل الكتب على الرسل لهداية الأمم،
الصفحة 1 / 564