×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

المحاضرة السادسة والستون

حقوق الأبناء

**********

بسم الله الرحمن الرحيم ([1])

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

للأولاد حق على الوالدين، كما أن للوالدين حق على الأولاد، فحق بحق، فالأولاد لاشك أنهم إذا صلحوا كانوا قرت أعين لأبائهم، قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبۡ لَنَا مِنۡ أَزۡوَٰجِنَا وَذُرِّيَّٰتِنَا قُرَّةَ أَعۡيُنٖ وَٱجۡعَلۡنَا لِلۡمُتَّقِينَ إِمَامًا [الفرقان: 74]، فهم قرة أعين لآبائهم إذا صلحوا، ولن يصلحوا إلا بتوفيق الله ثم بالتربية الحسنة من قبل الوالدين.

فالأولاد: إما أن يكونوا منحة من الله عز وجل، وإما أن يكونوا محنة، قال جل وعلا: ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ ١١وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَۚ فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ ١٢ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١٣ [التّغَابُن: 11-13]، فالأولاد فتنة يبتليكم الله بهم فإما أن تحسنوا إليهم وتربوهم، وإما أن تهملوهم، وقال سبحانه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ مِنۡ أَزۡوَٰجِكُمۡ وَأَوۡلَٰدِكُمۡ عَدُوّٗا لَّكُمۡ فَٱحۡذَرُوهُمۡۚ وَإِن تَعۡفُواْ وَتَصۡفَحُواْ وَتَغۡفِرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ [التغابن: 14]، فقد يكون الولد عدوا لوالده إذا لم يربيه والده من قبل على البر والإحسان والطاعة فيناله منه الأذى


الشرح

([1])  ألقيت يوم الأحد (11 شعبان 1433هـ) بجامع خادم الحرمين الشريفين بجدة.