والكدر والعقوق؛ ولذلك كان
الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- يدعون الله أن يرزقهم ذرية طيبة، قال تعالى: ﴿هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا
رَبَّهُۥۖ قَالَ رَبِّ هَبۡ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةٗ طَيِّبَةًۖ إِنَّكَ
سَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ﴾ [آل عمران: 38]، فلم يقل: هب لي من لدنك ذرية فقط، بل
قال ذرية طيبة، وكذلك إبراهيم عليه الصلاة والسلام قال: ﴿رَبِّ
هَبۡ لِي مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ﴾ [الصافات: 100]، وذلك لما كبر ولم يرزق ذرية دعا ربه أن
يهب له من الأولاد الصالحين، فاستجاب الله دعاءه ووهب له إسماعيل وإسحاق عليهما
الصلاة والسلام، فالدعاء له مكانة وهو من أعظم الأسباب بأن تدعو الله أن يرزقك
ذرية طيبة، ذرية صالحة.
ثم بعد الولادة لهم
حق على الوالد إلى سن التمييز، ثم لهم حق من سن التمييز إلى البلوغ، ثم لهم حق بعد
البلوغ، فليست ذرية فقط، بل لا بد من العناية بهم شيئًا فشيئًا.
حقوق الأولاد على
الآباء من الولادة وقبل التمييز:
للأولاد حقوق على
الوالدين إذا ولدوا وقبل التمييز -أي: قبل سبع سنين- وقد ذكرها الإمام ابن القيم
رحمه الله في كتاب مستقل اسمه «تحفة
الودود في أحكام المولود»، وهو مطبوع ومنتشر، ومن هذه الحقوق إذا رزقه الله
الولد:
1- يستحب أن يؤذن في
أذنه اليمنى، ويقيم الصلاة في أذنه اليسرى، حتى يكون أول ما يسمع ذكر الله عز وجل.
2- أن يختار له الاسم الحسن، كأن يسميه عبد الله، عبد الرحمن فليعبده لله عز وجل، أو يسميه محمدًا أو أحمد، أو بأسماء الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، فإن الاسم له تأثير على المسمى، فيختار له الاسم الحسن الطيب الذي ترتاح معه النفوس ويرتاح معه السامع