بالمعروف وينهى عن المنكر
وأثنى عليهم، فقال -بعدما ذكر ما فيهم من العيوب-: ﴿لَيۡسُواْ
سَوَآءٗۗ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ أُمَّةٞ قَآئِمَةٞ يَتۡلُونَ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ
ءَانَآءَ ٱلَّيۡلِ وَهُمۡ يَسۡجُدُونَ ١١٣يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ
وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِۖ
وَأُوْلَٰٓئِكَ مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ١١٤﴾ [آل عمران: 113- 114]، فمن
صفاتهم: أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
كما ذكر عن أصحاب السبت من بني إسرائيل الذين حرم الله عليهم اصطياد السمك في يوم السبت، لأنه يوم عباداتهم وتفرغهم للعبادة، فحرم عليهم صيد السمك في هذا اليوم، وابتلاهم بأن السمك يكثر في هذا اليوم مما يغريهم باصطياده، ﴿إِذۡ تَأۡتِيهِمۡ حِيتَانُهُمۡ يَوۡمَ سَبۡتِهِمۡ شُرَّعٗا وَيَوۡمَ لَا يَسۡبِتُونَ لَا تَأۡتِيهِمۡۚ﴾ [الأعراف: 163]، هذا ابتلاء وامتحان من الله عز وجل ليختبرهم حيال ما نهاهم عنه، فلما رأوا كثرة السمك طمعوا فيه، والله نهاهم عن الاصطياد، فماذا يفعلون؟ لجؤوا إلى الحيلة، فحفروا حفرا على جانب البحر، ونصبوا فيها الشباك، فإذا جاء الماء بالحيتان سقطت في هذه الحفرة وأمسكتها الشباك، فتبقى فيها، فإذا جاء يوم الأحد وانتهى وقت النهي أخذوها، فاحتالوا على حكم الله جل وعلا، فأنكر عليهم بعض المؤمنين من بني إسرائيل، ومنهم من سكت، ومنهم من باشر وأخذ السمك، ﴿وَإِذۡ قَالَتۡ أُمَّةٞ مِّنۡهُمۡ لِمَ تَعِظُونَ قَوۡمًا ٱللَّهُ مُهۡلِكُهُمۡ أَوۡ مُعَذِّبُهُمۡ عَذَابٗا شَدِيدٗاۖ قَالُواْ مَعۡذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَلَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ﴾ [الأعراف: 164]، فهؤلاء أنكروا ونجوا، والطائفة الثانية لم تقرهم على فعلهم، ولكنها لم تنكر عليهم، لأنهم يقولون: لا فائدة من الإنكار عليهم، ﴿لِمَ تَعِظُونَ قَوۡمًا ٱللَّهُ مُهۡلِكُهُمۡ أَوۡ مُعَذِّبُهُمۡ عَذَابٗا شَدِيدٗاۖ﴾، فأجاب الذين أنكروا وقالوا: ﴿مَعۡذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَلَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ﴾ [الأعراف: 164].