×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

فالإيمان يهدي إلى الخير، ويمنع من الشر؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلاَ يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ» ([1])، فالإيمان يمنعه من ذلك إذا كان إيمانًا قويًا، أما إذا كان إيمانا ناقصا فقد يقع في الكبائر والصغائر، أما إذا كان إيمانه قويًا فإنه يمنعه من مقارفة المعاصي والذنوب في الدنيا وفي الآخرة: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ كَانَتۡ لَهُمۡ جَنَّٰتُ ٱلۡفِرۡدَوۡسِ نُزُلًا ١٠٧خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يَبۡغُونَ عَنۡهَا حِوَلٗا ١٠٨ [الكهف: 107، 108]، وقال: ﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱتَّبَعَتۡهُمۡ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَٰنٍ أَلۡحَقۡنَا بِهِمۡ ذُرِّيَّتَهُمۡ وَمَآ أَلَتۡنَٰهُم مِّنۡ عَمَلِهِم مِّن شَيۡءٖۚ كُلُّ ٱمۡرِيِٕۢ بِمَا كَسَبَ رَهِينٞ [الطور: 21]، فيرفع الله أهل الإيمان بالدرجات العلى في جنات النعيم، وهم في الدنيا في عزٍ وكرامة، وعلى نور من الله سبحانه وتعالى، فيما يأتون ويذرون، هذا أثره على الفرد.

وأما أثره على الجماعة: فهو يثمر المحبة في القلوب، فالمؤمنون يتحابون بموجب الإيمان، ولو كانوا متفرقين في بلادهم، أو في زمانهم، يحب بعضهم بعضا، قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَِخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» ([2])، وقال صلى الله عليه وسلم: «ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِْيمَانِ أَنْ يَكُونَ الله وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ الله وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ» ([3])، هذا هو الإيمان إذا باشر القلوب فإنه يكون حصنًا لصاحبه،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2475)، ومسلم رقم (57).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (13)، ومسلم رقم (45).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (16)، ومسلم رقم (43).