فدل على أن الإيمان يزيد
بذكر الله، وسماع القرآن، يزيد بذلك الإيمان، وما كان يزيد فهو ينقص، ونقصانه
بالمعاصي.
ففي قوله صلى الله
عليه وسلم: «وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ
الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ»، دليل على أن الإيمان له أدنى، وأنه ينقص حتى يكون
مقدار حبة خردل. وكما في الحديث الصحيح عن رسول الله أنه قال: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا
فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ
يَسْتَطِعْ فِبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ» ([1])، وفي رواية: «وَلَىْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ
حَبَّةُ خَرْدَلٍ» ([2])، دل على أن الإيمان
يضعف ويصل إلى مقدار حبة خردل، فهذا معنى نقصان الإيمان، والناس ليسوا على حد سواء
في الإيمان، هذا شيء مشاهد، فمن الناس من إيمانه قوي ثابت كثبات الجبال لا يتزعزع
مثل إيمان أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فإيمانه ثابت كامل لا يتزعزع مع الهزات
ومع الحوادث المروعة، بل إيمانه ثابت راسخ في القلب، وهناك إيمان يتزعزع ويضعف عند
الحوادث والمصائب والشدائد، يضعف عن تحملها، ومنهم المتوسط، فمن المشاهد والمعروف
أن الناس ليسوا سواء في الإيمان، فالإيمان يزيد وينقص في قلوب الناس واعتقادهم.
والإيمان له آثار على الفرد وعلى الجماعة، فالفرد يعصمه له بالإيمان من الوقوع في المعاصي والسيئات، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ يَهۡدِيهِمۡ رَبُّهُم بِإِيمَٰنِهِمۡۖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَٰرُ فِي جَنَّٰتِ ٱلنَّعِيمِ﴾ [يونس: 9].
([1]) أخرجه: مسلم رقم (49).