×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

بابُ ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين

يصيرها أوثانًا تُعْبَد من دون الله

**********

 لما ذَكَر الشيخ رحمه الله في البابين السابقين الغلو في الصالحين، وأن مِن الغلو في الصالحين الصلاة عند قبورهم والدعاء عند قبورهم؛ ذَكَر في هذا الباب أيضًا نوعًا ثالثًا من الغلو، وهو: الغلو في القبور بسبب أن فيها رجلاً صالحًا.

والغلو سبق لنا معناه، وهو الزيادة عن الحق المشروع في الشخص أو في القبر.

والمشروع في القبور: الوسط، لا الغلو فيها ولا التساهل في شأنها:

فالقبور تصان عن الأذى وعن التخطي، وتُحترَم، وتُسوَّر؛ لئلا تهان أو تُدهَس. هذا من السُّنة في القبور، أنها لا تهان ولا تُدْهَس، ولا يُجْلَس عليها ولا تُتخذ طرقات.

وفي مقابل امتهان القبور الغلو فيها والزيادة في تعظيمها، وذلك يَؤول إلى عبادتها من دون الله؛ لأن الغلو فيها يوصل إلى الشرك.

فقوله: «باب ما جاء» أي: من الوعيد «أن الغلو في قبور الصالحين يُصَيِّرها» أي: يجعلها في المستقبل وعلى امتداد الزمان «أوثانًا تُعْبَد».

الأوثان: جمع وثن، و«الوثن»: ما عُبِد من دون الله؛ من قبر أو شجر أو حجر أو بقاع...أو غير ذلك. أما «الصنم» فهو: ما عُبِد من دون الله، وهو على صورة إنسان أو حيوان. هذا هو الفرق بين الوثن والصنم. وقد يراد بالصنم الوثن، والعكس، إذا ذُكِر أحدهما


الشرح