باب قول الله تعالى:
﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ
أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي
مَن يَشَآءُۚ﴾ [القصص: 56].
**********
قوله:
باب قول الله تعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ
أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ﴾: قال ابن كثير
رحمه الله: «يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: إنك يا محمد؛ ﴿إلَا
تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ﴾أي: ليس إليك ذلك، إنما عليك البلاغ، والله يهدي
مَن يشاء، وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة، كما قال: ﴿لَّيۡسَ
عَلَيۡكَ هُدَىٰهُمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۗ﴾ [البقرة: 272]،
وقال: ﴿وَمَآ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ
وَلَوۡ حَرَصۡتَ بِمُؤۡمِنِينَ﴾ [يوسف: 103] ».
قلت:
والمنفي ها هنا هداية التوفيق والقبول، فإن أمر ذلك إلى الله وحده وهو القادر
عليه، وأما الهداية المذكورة في قوله عز وجل: ﴿وَإِنَّكَ
لَتَهۡدِيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ﴾ [الشورى: 52]. فإنها هداية
الدلالة والبيان، فهو المبين عن الله، والدال على دينه وشرعه.
**********
قال رحمه الله: «باب قول الله تعالى: ﴿إِنَّكَ
لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ﴾ » أي: ما جاء في سبب
نزول هذه الآية وفي تفسيرها.
الصفحة 1 / 513