×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

باب قول الله تعالى:

﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي

مَن يَشَآءُۚ [القصص: 56].

**********

قوله: باب قول الله تعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ: قال ابن كثير رحمه الله: «يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: إنك يا محمد؛ ﴿إلَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَأي: ليس إليك ذلك، إنما عليك البلاغ، والله يهدي مَن يشاء، وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة، كما قال: ﴿لَّيۡسَ عَلَيۡكَ هُدَىٰهُمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۗ [البقرة: 272]، وقال: ﴿وَمَآ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوۡ حَرَصۡتَ بِمُؤۡمِنِينَ [يوسف: 103] ».

قلت: والمنفي ها هنا هداية التوفيق والقبول، فإن أمر ذلك إلى الله وحده وهو القادر عليه، وأما الهداية المذكورة في قوله عز وجل: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهۡدِيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ [الشورى: 52]. فإنها هداية الدلالة والبيان، فهو المبين عن الله، والدال على دينه وشرعه.

**********

 قال رحمه الله: «باب قول الله تعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ » أي: ما جاء في سبب نزول هذه الآية وفي تفسيرها.

ويريد بذلك الردَّ على الذين غَلَوا في النبي صلى الله عليه وسلم، والرد على المشركين الذين يتعلقون بالأولياء والصالحين، ويدعونهم من دون الله ويستغيثون بهم؛ لأنه إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يملك لعمه أبي طالب شيئًا وأنه نُهِي عن الاستغفار له، ففي حق غير النبي صلى الله عليه وسلم من باب أَوْلى!


الشرح