باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم
- هو الغلو في الصالحين
**********
قوله:
باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم - هو الغلو في الصالحين: قد أنذر صلى
الله عليه وسلم أمته من الغلو وأبلغ في الإنذار؛ تحذيرًا عما وقع من جهالة هذه
الأمة، كما سيأتي ذكره.
**********
قال رحمه الله: «باب ما جاء»
أي: من الأدلة الواردة في الكتاب والسُّنة الدالة على «أن سبب كفر بني آدم»، والسبب في اللغة: ما يُتوصل به إلى الشيء. أما
السبب عند الأصوليين فهو: ما يلزم من عدمه العدم، ولا يلزم من وجوده وجود ولا عدم
لذاته.
· والكفر: هو الخروج من الدين والردة عنه؛ لأن الكفر على قسمين:
كفر أصلي: وهو ما كان عليه الكفار والمشركون والوثنيون.
وكفر بسبب الردة عن الإسلام.
والمراد هنا النوع الثاني: أنهم كانوا مسلمين في أول الأمر، ثم ارتدوا عن
الإسلام بسبب من أسباب الردة.
قوله: «بني آدم» يعني: جميع الناس
من الأمم السابقة والأمم اللاحقة. فهذا السبب مضطرد في بني آدم.
قوله: «وتَرْكِهم دينَهم»، أي: رجوعهم
عنه ورِدتهم، «تَرْكِهم» بالجر عطفًا
على «كفر»؛ لأن «سبب» مضاف، و«كُفْر»
مضاف إليه، فعطف عليه «تَرْكِهم»،
والمعطوف على المجرور مجرور - كما هو معروف -
الصفحة 1 / 513