×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم

- هو الغلو في الصالحين

**********

قوله: باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم - هو الغلو في الصالحين: قد أنذر صلى الله عليه وسلم أمته من الغلو وأبلغ في الإنذار؛ تحذيرًا عما وقع من جهالة هذه الأمة، كما سيأتي ذكره.

**********

قال رحمه الله: «باب ما جاء» أي: من الأدلة الواردة في الكتاب والسُّنة الدالة على «أن سبب كفر بني آدم»، والسبب في اللغة: ما يُتوصل به إلى الشيء. أما السبب عند الأصوليين فهو: ما يلزم من عدمه العدم، ولا يلزم من وجوده وجود ولا عدم لذاته.

·       والكفر: هو الخروج من الدين والردة عنه؛ لأن الكفر على قسمين:

كفر أصلي: وهو ما كان عليه الكفار والمشركون والوثنيون.

وكفر بسبب الردة عن الإسلام.

والمراد هنا النوع الثاني: أنهم كانوا مسلمين في أول الأمر، ثم ارتدوا عن الإسلام بسبب من أسباب الردة.

قوله: «بني آدم» يعني: جميع الناس من الأمم السابقة والأمم اللاحقة. فهذا السبب مضطرد في بني آدم.

قوله: «وتَرْكِهم دينَهم»، أي: رجوعهم عنه ورِدتهم، «تَرْكِهم» بالجر عطفًا على «كفر»؛ لأن «سبب» مضاف، و«كُفْر» مضاف إليه، فعطف عليه «تَرْكِهم»، والمعطوف على المجرور مجرور - كما هو معروف -


الشرح