باب ما جاء من التغليظ فيمَن عَبَد الله عند
قبر رجل صالح فكيف إذا عَبَده؟!
**********
قوله:
باب ما جاء من التغليظ فيمَن عَبَد الله عند قبر رجل صالح، فكيف إذا عَبَده؟!: فكل
ما كان وسيلة إلى الشرك فهو حرام؛ لكونه يوقع في الشرك بالله وعبادة ما سواه، كما
في الأحاديث.
**********
لما ذَكَر الشيخ رحمه الله في الباب السابق بعض الأدلة الواردة في النهي عن
الغلو في الصالحين، وأن الغلو كان سببًا في هلاك الأمم السابقة؛ كقوم نوح وغيرهم -
ذَكَر في هذا الباب أن من الغلو في الصالحين: الدعاء عند قبورهم، والصلاة عند
قبورهم، والذبح عند قبورهم. وإن كان الذي يَفعل ذلك لا يَقصد الأموات، وإنما يَقصد
بذلك وجه الله عز وجل، لكنَّ فِعله في هذا الموضع منهي عنه؛ لأنه وسيلة إلى الشرك.
فيكون النهي من باب سد الذرائع؛ لأن الدعاء أو الصلاة أو الذبح عند قبور
الأولياء والصالحين - يَؤول إلى أن تُصْرَف العبادة لهؤلاء الصالحين.
· وقد سبق في كلام ابن القيم أن الشيطان تدرج مع قوم نوح عليه السلام في
مراحل حتى أدى بهم إلى الشرك:
أولاً: أغراهم بالعكوف عند قبور الصالحين.
ثانيًا: أغراهم بتصوير صورهم ونَصْبها في مجالسهم.
الصفحة 1 / 513